روائع مختارة | واحة الأسرة | أولاد وبنات (طفولة وشباب) | الجوال مع الطفل...ضرورة أم ترف

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > أولاد وبنات (طفولة وشباب) > الجوال مع الطفل...ضرورة أم ترف


  الجوال مع الطفل...ضرورة أم ترف
     عدد مرات المشاهدة: 3107        عدد مرات الإرسال: 0

أصبح ضرورة من ضرورات الحياة..

إنه إختراع مهم جدا.. لا يمكن تصور الحياة بدونه..

الكل يحمل واحدا على الأقل...الزوج والزوجة والأبناء والبنات.. وكذلك السائق والخادمة.. الموظف والعاطل.. الغني والفقير.. لا أحد أفضل من الآخر..

كل هذا أمر عادي لا غرابة فيه.. لكن الأمر الخطير هو وجود هذا الإختراع مع الأطفال؟؟!!

* هل وجود الجوال مع الطفل أمر ضروري؟؟ أم أنه مجرد تدليل للطفل وتلبية لطلباته اللامتناهية؟

قبل أن نطلع على أراء الناس ووجهات نظرهم حول هذا الموضوع، هذه نبذة حول خدمة تقدمها شركة الإتصالات السعودية للأطفال وهي جوال خاص بالطفل له مميزات خاصة تختلف عن الجوال العادي..

[] خدمة جوالي للأطفال:

= الاتصال الآمن:

يمكن لجهاز جوالي الاتصال بخمسة أرقام بسهولة عن طريق الضغط مباشرة على أزرار الجهاز، كما يمكنه الاتصال بـ 15 رقماً آخر عن طريق إستخدام دليل الأرقام في الجهاز عند الحاجة.

جميع هذه الأرقام يمكن برمجتها والتحكم بها فقط عن طريق الأهل وذلك من خلال موقع جوالي على الإنترنت أو عبر رسالة من جوال الأب أو الأم إلى 6555.

= إستخدام سهل وآمن:

يمكن إستخدام جوالي بسهولة من قبل الأهل والأطفال كما أن جهاز جوالي لا يستقبل أو يرسل الرسائل المتعددة الوسائط أو البلوتووث.

= إنذار ضعف البطارية:

يتلقى الأب أو الأم رسالة إلى جواله الخاص تفيده بضرورة إعادة شحن بطارية جوالي عند الحاجة

= رد تلقائي:

في حال لم يرد الطفل على إتصال الأهل خلال 15 ثانية يقوم جوالي بالرد تلقائياً كي يتمكن الأهل من سماع ما يدور حول الطفل والإطمئنان عليه

= تحديد موقع الطفل:

يحتوي جوالي على نظام تحديد المواقع العالمي GPS ليتمكن الأهل من معرفة مكان تواجد أطفالهم -بناءً على آخر قراءة للجهاز خارج المباني- وبدقة تصل إلى 20 مترا.

= تتبع مسار الطفل:

يمكن للأهل معرفة مواقع أطفالهم خلال أوقات مختلفة من اليوم من خلال موقع جوالي.

= منطقة الأمان:

يمكن للأهل تحديد مواقع آمنة -بين 500 متر و5 كيلومتر- بحيث يتلقى الأب أو الأم رسالة إلى جواله في حال خروج أو دخول الطفل للمنطقة الآمنة.

بعد هذه النبذة المختصرة عن خدمة جوالي للأطفال..تخبرنا أم رنا عن رأيها حول الطفل الذي يحمل جهازا خاصا به وتقول أن الخدمة المقدمة من شركة الإتصالات خدمة جيدة، ولكن لست مضطرة لها بحكم أن أولادها مازالوا صغارا -أقل من عشر سنوات- وخصوصا أنهم لا يذهبون إلى أي مكان إلا وهي معهم.. وترى أنه قد يخدم غيرها من الناس الذين قد يتركون أولادهم لفترات طويلة عند الخدم أو غير ذلك.

أما أبو ديم وهو موظف في شركة اتصالات فيرى أن الجوال مع الطفل له إيجابيات وسلبيات.. ومن أبرز إيجابياته إيجاد الطفل بسهوله دون عناء البحث عنه والقلق عليه، وإحساس الطفل بالمسئولية وأنه أصبح شخص قادر عليها، بالإضافة إلى تعلمه للتقنية وهو صغير السن..

ويرى أبو ديم أن من سلبيات الجوال عدم السيطرة على ما يرسله ويستقبله الطفل فقد يستقبل ملفات ورسائل غير لائقة وقد يتعرض الطفل للإستغلال من قبل أشخاص بالغين لكي يشحن جواله مثلا أو يسدد فواتيره.

ومن سلبياته أيضا أنه يكون الشغل الشاغل للطفل، يقلب فيه من مقطع إلى لآخر ولا يكون لديه وقت لتنمية المواهب والقراءة مثلا بل يصرف جل وقته للعب فيه والتعرف على جديده.

ويضيف أبو ديم أن الطفل قد يصور أشياء غير لائقة ويرسلها لأحد فيكون بذلك وسيلة إبتزاز من قبل الآخرين..ويؤكد على ضرورة تحديد ميزانية للطفل عند إقتناء الجوال لكي لا يتمادى بصرف المال من أجل المكالمات وشراء أحدث الأجهزة ولكي يعتمد على نفسه في صرف ماله.

ويرى أبو ديم أنه في حالة وجود الجوال مع أغلب الأطفال المحيطين بطفله فإنه لن يترك إبنه يشعر بالنقص مع محاولة إقناعه بعدم الحاجة له، ولكن إن أصر الطفل على ذلك فلابد من إعطاءه مع المراقبة بشكل غير مباشر.. رسائل الجوال والمكالمات وغيرها.

أم فهد.. تؤكد أن الجوال مع الطفل ترف أكثر مما هو ضرورة.. وأن سلبياته تغلب على إيجابياته.. فهو يربي الطفل على الترف وتلبية رغباته، وإرهاق الأهل بمصاريف إضافية هم في غنى عنها.. فهو لعبة ثمينة في يد الطفل تعوده على كثرة البذخ وصرف المال في غير مكانه..وهو في الغالب ليس له حاجه ولا يستفيد منه الطفل من ناحية تعليمية أو تربوية، كما أنه يفتح باب للتباهي أمام الأصدقاء والأقارب..

وتضيف أم فهد بأن حمل الطفل لجوال خاص به قد يكون له فائدة لكن بحالات نادرة.. مثلا كأن يكون كلا الوالدين يعملان لفترة طويلة خارج المنزل ويحتاجان للتواصل مع أطفالهم، وغير ذلك فإنه ترف وتخريب للطفل..

سارة بنت محمد وأم هيفاء يرون أن سلبيات الجوال تطغى على إيجابياته وأن الأطفال ليسوا بحاجة للجوال أبدا فهم دائما برفقة والديهم.

وتخبرنا شيماء عن تجربتها في حصول ابنها على جوال خاص بالأطفال وتقول أنها إستفادت منه كثيرا أثناء خروجها للتسوق مع إبنها وذهابه هو للعب في صالة التزلج أو غيرها أو حين ذهابه للمسجد دون والده فإذا حصل له إي عارض إتصل بنا أو إتصلنا به.. وتؤكد أن مخاوف الأمهات من الصور والمقاطع تنتهي مع هذا الجهاز والخدمة الخاصة المقدمة من شركة الإتصالات فهو لا يستقبل شيئا من هذه سوى الرسالة النصية العادية.

وحول هذا الموضوع سألنا الأستاذ عادل بن سعد الخوفي المرشد الطلابي بالمعهد العلمي التابع لجامعة الإمام بالأحساء والمدير العام للمنتدى الأسري الأول التابع لمركز التنمية الأسرية في الأحساء والمستشار الأسري عن رأيه وخبرته في هذا الموضوع فأجابنا مشكورا بنبذة عن مرحلة الطفولة وإحتياجاتها...فيقول: يرى أهل الإختصاص أن الطفولة تمر بمراحل ثلاث، يحتاج الطفل فيها إلى إشباع حاجاته الأساس، جسدية كانت، أو نفسية، أو عقلية، أو إجتماعية، أو دينية، إذ أن ذلك نتيجة طبيعية لنموه، وضرورات أساس في حياته، حتى يتحقق له نمواً خالياً من الأمراض، والمشكلات، والإنتكاسات.

ومرحلة الطفولة هذه تُعَدُّ ركيزة أساس لحياة الفرد المستقبلية، إذ فيها تَتَحَدَّد ملامح شخصيته، من خلال ما يكتسبه من مهارات، أو خبرات، أو قيم، ونخص بالذكر هنا المرحلة العمرية من 6–12 سنة، حيث تكون أنشطة الطفل أكثر منطقية، وتنظيماً، ومرونة من ذي قبل، ولكونه قد تهيأ للدراسة في المرحلة الإبتدائية، فإن الإنتباه لديه يكون أكثر إنضباطاً، وذاكرته أكثر تركيزاً.

ويضيف الخوفي بأن الهاتف الجوال، بغض النظر عن العروض الدعائية التي تُذكر هنا أو هناك، فإن ميادين إستخدام الأطفال فيها لا يخرج عن أربع:

= المحادثة.

= تقنية البلوتوث، وما يتبعها من صور فوتوغرافية أو مقاطع فيديو.

= الرسائل.

= الألعاب.

التواصل بين الطفل ووالديه كان هو السبب الرئيس لتأمين الهاتف الجوال للطفل، في حين أن المُشَاهد يجد هذا التواصل يكاد -حسب إحدى الاستبيانات – لا يتجاوز 15% من زمن إستخدامه لهذا الجهاز، وإن الإنشغال بما فيه من مقاطع أو ألعاب، والتعرف إلى شخصيات أخرى من ذوي القربى، أو زملاء الدراسة، أو الأصحاب المجاورين، وفتح قنوات الإتصال معهم، وتبادل الرسائل والصور والمقاطع المرئية، والتنافس في الألعاب، قد إحتل النسبة الباقية التي يمكن أن نستخلص منها السلبيات التالية:

ـ هدر الوقت وضياعه فيما لا فائدة منه، فقد إحتوت الأجهزة الحديثة على ألعاب مشوقة، لا يكاد الطفل يفارقها إلا عند النوم، ولا يكاد ينتهي من مجموعة إلا ويمكنه إضافة مجموعةً أخرى، ناهيكَ عن أنَّها في غياب عن أعين الرقيب، فقد تتضمن شيئاً من المخالفاتِ العقديةِ، أو تمجيد العنف والإعتداء على الآخرين، وإعتبار القوة البدنية هي العامل الأقوى في حسم المواقف، أو إثارة الفزع والرعب، أو تزيين العُري والإختلاط، أو العيب على الآخرين والسخرية بهم، ونحو ذلك.

ـ تراجع مستوى التحصيل العلمي، نظراً لإنشغال ذهن الطفل بالهاتف الجوال، عن وظائفه اليومية الدراسية، من إستذكار لدروسه السابقة، أو تحضير لدروسه القادمة، أو إجابته للواجبات، وخصوصاً أن الأسرة -في الغالب- ليس لديها تقنين لمواعيد إستخدامه، إنه على تواصل به في المنزل، وفي الطريق، والمدرسة، والسيارة، وحين إنتظار وجبة غداء أو عشاء، أو زيارة قريب، بل وحتى تحت غطاء سرير النوم .

ـ جرح أو قتل الحياء في نفس الطفل، والسالم مِنْ هذا مَنْ عَصَمَهُ الله، إننا إذا عَلِمنا أنَّ طلبات الموضوعات الجنسية في محركات البحث على شبكة الانترنت تُقَدَّر بنحو 25% من الطلبات، وأن إحصاءات مصلحة الجمارك الأمريكية تقول أن هناك أكثر من مئة ألف صفحة إنترنت توفر مواد أو صور جنسية للأطفال، وتقرير جمعية بريطانية تعمل في مكافحة العنف ضد الأطفال تقول: هناك عشرين ألف صورة جنسية للأطفال ترسل عبر الشبكة أسبوعياً، هذا هو الشريان الذي يُغَذِّي الجوالات بكل فساد، وخصوصاً مع خدمة البلوتوث والاستديو، والقدرة الإستيعابية والتخزينية التي تزداد مع كل منتج جديد.

الجوالات وهي مسرح النشر والتوزيع، تئن من صور النساء العاريات، والمتأنثين المتخنثين المتخنفسين، وصوَر الفنانات وذوات الفسق والفجور بأشكال يندى لها الجبين، ثم مقاطع الفيديو، وما أدراك ما مقاطع الفيديو...!! إنها لن تبقي في ذاكرة من يراها بقية لحياء، أو خُلق، أو إيمان.

يقول طفل المرحلة الابتدائية ع. س: ذهبت إلى أحد محلات الجوالات لإصلاح خلل في جهازي، فعرض عليّ العامل مقاطع جنسية، تحميل المقاطع بخمسة ريالات، والنظر إليه بريالين فقط. يقول الطفل، وأرى أن هذا حال بعض زملائي في الفصل.

•= إيذاء الآخرين، الإتصال في أوقات غير مناسبة، أو إرسال الصور والمقاطع السيئة وتبادلها، بل إن بعض الأطفال كان أذيَّة ونِقمة على أهله، فقد يدفعهم ذلك إلى بعض الممارسات الخاطئة، حين تراودهم أفكار تسبق سنّهم وتؤثر على أخلاقهم .

•= التعرف على أصحاب السوء، أو من لا يستفيد منهم إلا ضياع الوقت، وهذا من مستلزمات وجود وسيلة إتصال بين يديه، تنقله من مجتمعه الصغير، إلى فضاء هذا الكون وسعته.

•= المضار الصحية والإجتماعية، وهذه قد كثرت الأقوال حولها، فمن مُقرٍ بها وخطورتها على الطفل، ومن مُهَوّن من شأنها، إلا أننا لا نشك أنه في حال كانت هناك خُطورة، فالأطفال هم أول المتأثرين من ذلك.

تقول وزيرة الصحة العامة البريطانية: نُقدّر أن بعض الآباء يشعرون بأهمية تزويد أطفالهم بهواتف محمولة لأسباب تتعلق بسلامتهم، غير أننا ينبغي أن نكون واضحين في أن يكونوا حذرين للغاية من مغبة الإكثار من إستخدامها.

أما أساتذة علم النفس فيقولون: إن الإستجابة الدائمة لرغبات الصغير، وخصوصًا لناحية إقتناء الهاتف المحمول، تؤثر على تكوين شخصيته فتجعله أنانيًا، كما أن رغبة الطفل في تقليد رفاقه ليست سمة صحية، إذ لا يقف إقتناء الطفل للهاتف المحمول عند هذا الحد، بل يتبعه ضياع الوقت في محادثات لا طائل منها، علمًا أنه من الأفضل الإستفادة من هذا الوقت بما يفيد عقله وتنمية مواهبه.

ويبقى السؤال، هل لوجود الهاتف الجوال في أيدي الأطفال ثِماراً إيجابية!؟

الجواب: لا شك أن هناك شيء من الإيجابيات، لكنها تختص بحالات دون أخرى، فهي بحسب حاجة الطفل هذا أو ذاك للجهاز، وبحسب متابعة الأسرة لما يحتويه، ومقدار وزمن إستخدامه، وبقائه بين يديه، ولذا فإن كان بعض الأسر لا محالة فاعلة ذلك، فإني أقترحُ عليها التالي:

= إقتناء جهاز لا يحوي تقنية البلوتوث، ولا الكاميرا والأستوديو، وأن تكون قدرته التخزينية محدودة.

= العمل على أن يكون إستخدام الطفل للجهاز فقط عند خروجه إلى جهة ما، وحاجة الأسرة للمتابعة معه، وليس إصطحابه معه في كل حين.

فإن لم يكن، فيتم تعويد الطفل على حفظ الجهاز لدى والده أو أحد إخوته الموثوقين عند عودته إلى المنزل، وخصوصاً عند المساء، مع مراجعة ما قد يحتويه من أسماء غريبة، أو أرقام، أو رسائل وخلافه بين الفينة والأخرى.

الحذر أشد الحذر من أن يكون الهاتف الجوال في يد الفتاة، وقد بدأت تَتَلَمَّسْ الطريق إلى تغذية عاطفتها بالكلمة الحنونة، والمشاعر الحانية، وخصوصاً إذا لم تجد ما يشبعها في أسرتها.

وأخيراً، إن وجود الهاتف الجوال في أيدي الأطفال بلا رقابة دقيقة، وبلا مسببات واضحة مرتبطة بزمن محدد يُعد كارثةً أخلاقيةً وإجتماعيةً، تحتاج وقفة جادة وحازمة من قِبل الوالدين والمربين والموجهين.

الكاتب: سمية السحيباني.

المصدر: موقع رسالة المرأة.